نسب العلويين الشناقطة الحلقة التاسعة

الشيخ بن خيري العلوي الشنقيطي
هو صاحب الفضيلة والهمام النحرير السيد الشيخ بن خيري العلوي الشنقيطي فرد زمانه المجلى في ميدانه صاحب الخصال النادرة جمع بين الشريعة والحقيقة فكانت له القدم الراسخة في كل ذلك نشر العلوم النافعة في الهداية الى الله في كل أصقاع العالم من إفريقيا غربا إلى بلاد تايلاند شرقا فهدى الله به عشرات الآلاف من البشر إلى هذا الدين الوسط كما استقطب الكثير من الناس للتناول من مائدة المعارف الإلهية التي فجر معينها
وقد عرف عن الشيخ بن خيري من السجايا والخصال ما أهله ليتبوأ هذه المكانة المتميزة فهو صاحب الأخلاق الفاضلة كريم جواد يرفع الكل ويعين على نوائب الدهر مقر للضيوف ومكرم للجيران يصل الرحم ويحسن إلى المحتاج شهم أبي لا تأخذه في الله لومة لائم
مولده
ولد الشيخ بن خيري في الـ 25 شعبان 1374هـ الموافق الـ 12 ابريل 1955 قرب بلدة الجرارية التي يوجد بها أكبر مدافن العلويين في الجنوب الموريتاني حيث يرقد الشيخ أحمدو بن الشيخ محمد الحافظ العلوي المتوفي 1325 هـ والسيد احمد ولد بدى العلوي الملقب " آب " المتوفى (1322 هـ ) وغيرهما من الشيوخ والعلماء الأجلاء.
فوالده هو السيد الفاضل العابد الورع الناسك سيدي بن الخليفة بن خيري بن سيدي بن احمدان العلوي أما والدته فهي العارفة بالله التي قال عنها سيدي محمد المشري العلوي أنها بلغت مقامات الرجال السيدة فطمة بنت آد الملقبة " داي " سليلة الأكرمين من حي الأربعين جوادا التندغي وهو بذلك يجمع بين نسبين هما النسب العلوي الشريف والنسب الحميري التليد جامعا بذلك بين أجداد له عرفوا بالعلم والريادة أمثال: سيدي ولد احمدان وحرمة ولد عبد الجليل ومحمذن فال ولد احمدو فال الملقب يحي وبدي ولد سيدينالعلويين ينتمي الشيخ بن خيري إلى الدوحة العلوية الشريفة التي قال عنها شيخ الإسلام الشيخ إبراهيم انياس:
حي بني علي بني الزهراء أصل طريق شيخنا الغراء
حي به يفخر كل حـــــــي فحيه وحــــــــي من يحيي. وقد هاجر فرع من هذه القبيلة في القرن الـحادي عشر الهجري وكان القاضي عبد الله ( المتوفى 1103 هـ ) والجد السادس لصاحب الترجمة أول المهاجرين الى الجنوب الموريتاني حيث لقب بقاضي القضاة وأسس محظرة لازال عطاؤها مستمرا ، وشهدت المنطقة بفضل هذه المحظرة وفروعها نهضة علمية انتشر إشعاعها في الوطن كله

نشأته
تربى الشيخ في جو علمي متميز فقد رضع لبنا خالصا تخالطه المحبة وبعد النظر والأهلية الأزلية هذا في صغره أما في طفولته فقد تعهد بالذكر الدائم والمجالس العطرة فشب - بحسب شهادة معاصريه - في طاعة الله لم يسترع انتباهه ما شغل أهل عصره من سفاهات وطيش شباب وإنما المجالس والذكر والمذاكرة مع ما يتطلبه الظرف من تحصيل للعلوم الشرعية وأخرى عصرية، ولا غرو في ذلك فأسرة الشيخ هذا ديدنها رهبان بالليل فرسان بالنهار وقد وصفهم المشري وصفا دقيقا حين قال في رحلته
كذاك سيدي نجل خيري قد أتى ////// وحبهم في الشيخ كلا ثبتا
وقام بتحصيل العلوم الشرعية واللغوية، كما قام في نفس الوقت بتحصيل العلوم العصرية حيث دخل المدارس العصرية وتخرج منها مدرسا للغة الفرنسية والعربية

وفى ابريل من سنة 1978 أسس قرية " ببكر" الواقعة 40 كلم شمال الركيز( الجنوب الموريتانى )
وقال حين بنائها قصيدته الطنانة التي تواكب الحدث ومطلعها:
ما بال دمعك موهنا يتدفق ////////// والجسم ينحل والفؤاد يمزق
وتتوالى الإشارات والألفاظ المعرفية في مختلف رسائل الشيخ الكثيرة المحفوظة عند ذوي الألباب.. تارة تكون ردا على أسئلة بعض المريدين والعارفين وتارة تكون واردا ربانيا جاء ليفصح عن نفسه كما جاء بعضها في شكل خطب مكتوبة أو مسموعة في مختلف مراكز الأصحاب، بعضها يحمل توجيها للمجتمع
وتوضع اللبنات الأولى للتعمير والبناء لإعداد مجتمع صالح على تقوى من الله ورضوانا، فتبدأ ببكر القرية الهادئة الوديعة القابعة بين تلين رمليين تستقبل أنصار ومريدي هذا الشيخ بالآلاف حتى أن منهم من لا يفارقه إلا مكرها و مع هؤلاء تنتشر رسالة الفيضة ومبادئ المدرسة الذوقية في أدغال إفريقيا وآسيا وأوروبا، فيؤدى الشيخ الرحلات بدعوة من هؤلاء ليرسخ هذا الهدي، ويوجهه مبتغاه في ذلك وجه الله:
علم خالقي بأن سفرى ///////ما فيه حظ من حظوظ البشر
فأقبل عليه الإخوان والأحباب من جميع المناطق والبلدان (موريتانيا – السنغال – غامبيا – ساحل العاج – بنين – مالي – السعودية – فرنسا – المغرب ...)، كما قام هو أيضا برحلات مماثلة إلى نفس المناطق المذكورة من أجل الدعوة إلى الله فاعتنق الكثيرون الإسلام وقد اتبع الشيخ أساليب في الدعوة إلى الله وهي التكثيف من تنظيم المواسم والتظاهرات العلمية، كفرصة للتزاور في الله والتحابب في الله وحضور مجالس ذكر الله حتى تصفو القلوب وتزداد المعارف في الله

مــا بـال دمعـــك موهنــــا يتدفــــق
والجســم ينحــــل والفـــؤاد يمـــــزق
هــل كـان قلبـــك بالرباب معلقــــــا والدمــــع منــــك تشوقـــــا يتدفــــــق
أم تلك ميــة في بهــــاء جمالهـــــا بانــت وأنـــت محبهـــــا المتعشــــــق
لا والذي يخفـي ويظهــــر تــــــارة شـــأنا ويجمــــع تـــــارة ويفــــــــرق
ما كان منك الدهر يولف في الورى إلا بمـــــا يرضــــي الإلــــــه تعلــــــق
بل حب طــه أحمد الماحي الـــــذي لــــولاه لا يلفــــى عريــــب ينطــــــق
علقتـــه فهويتــــه من قبـــل مــــا أهوى السـوى إذ حب طــــه أسبـــــق
فبحبـــه أحببت أحمـــــد سبطــــــه ختـم الولايـــة مـن بــــه المتحقـــــــق
وبحبـــه أحببت صاحــب فيضـــــه وشئونـــه حيـــث الخلافــــة تطلــــــق
ذاك الــذي قد كان كنــــز حقيقــــة بل كنههـا حيــــث التظاهــــر يغلـــــق
ما زال يظهر في الدوائـــر سيــــدا طورا وطورا فــي العبــــودية يغـــــرق
ذرف الدموع على سواه مذلــــــة فــاسكـــب دموعــــك إذ بـــه تتعلــــق
بلـه الغوانـــي لا تكــن متعشقـــــا إلا الخليـــــــل فــــإن ذلـــك أليــــــــق
فلنمض للنهج القــــويم بهديــــــه ولنبــق بالعرفـــان دومــــا نسبـــــــق
يا فوز من هاموا به وتحققــــــوا مكنونــــه فهـــم الهــــــــداة السبـــــق
صلى الإلـه علــى النبـــي وآلــــه مــــا دام دمعــــك موهنــــــا يتدفــــــق
ومن رقيق شعره في مدح الرسول الاعظم صلى الله عليه وسلم
خانت العهد وازدرت بالآخي ..... رغم ما كان للإخا من أواخ
يوم صدت أميم ثم استعاضت ..... من صفاها الجفا وسوء المناخ
وتراخت تعنتا في وفاها ..... بمواعيد الوصل أي تراخ
وتحدت بصرمها كل حبل ..... وتخلت عن خلها والمؤاخي
تزمع البين ثم تبدي دنوا .... وتناوي طورا وطورا تؤاخي
وتحابي بمنحنا وصلها لا ..... عن سخاء منها ولا بتساخ
تتوخى بمكرها ودهاها ...... غرة ما ليس المحب بواخ
أسمعتنا ما قد ألفناه منها ...... والذي لم يقع لنا في سماخ
وتناست عهد المودة منا ..... يوم كنا في ألفة وتآخ
همنا اللهو منه نمسك مما ...... نجتني بالعنقود والشمراخ
وليالينا المسالمات توافي ...... بهنيء العيش الرغيد الرخاخ
لم نزل نحن والصبا و الغواني ...... والهوى في تغازل وملاخ
وجنان الوصل تمنح خلدا ....... وجحيم الفراق تصلي المساخي
بيد أن الهوى بذي الشيب مزر ...... فليكن من ثيابه ذا انسلاخ
ولييمم بحبه المنحمنى ..... سيد الصيد المرد والأشياخ
أحمد المختار الشفيع المقفى ...... وكريم الفروع والأسناخ
ومنير السبيل للهدي يهدي ....... منه نهج لغيره ذو انتساخ
وبه سادوا كوكب الأرض حكما ...... والكيان الديني والسواخي
ونفى بالهدى الطواغيت عنهم ....... وجميع الأدران والأوساخ
حيث آي الكتاب ذات نزول ....... وسيوف الجهاد ذات امتلاخ
ومفاهيم الشرع ذات انبثاث ...... وسيوب العلوم ذات انضخاخ
وجموع الكفار ذات انهزام ...... في ظلال الخنوع والإرضاخ
إنه المصطفى المنيل الهدايا ....... جمة في تدفق وانتضاخ
وإذا ما أعطى أفاد وأغنى ...... مثل تهتان الأسحم النضاخ
وهمى ثم جاد مثنى ووالى ...... والعطايا تحكي اندفاع الجلاخ
وإذا ما غزا فنصر مبين ....... وجهاد في الله ذو إرخاخ
وتفان في نشر أقوم نهج ...... بالبيان الوديع لا الطواخ
فعنا للهادي الموفق قسرا ....... كل غمر مستنكف شماخ
وخبت نار كل بطل تلظت ..... وسخا نيران الهدى كل ساخ
واختفى الحيف والعدالة سادت .... ليس يخشى الضعيف أي امتداخ
واستعيد الأمن السليب كما قد ....... أفرخ الروع أيما إفراخ
وأذل الإلحاد كل عزيز...... وأعز الإيمان كل مداخ
يارسول الله الملاذ المرجى ...... هاكم المدح صيحتي وصراخي
إنني واقع إذا لم أدارك ...... من طخا النفس والهوى في الفخاخ
فلعلي بالقرب أحرز وصلا ...... لست ألفى من بعده في امتصاخ
فبجاه الجناب منكم أرجي ...... قفوكم واستعاضتي عن كماخي
بصلاح القلب اجتباء وفضلا .... وانجلا الحجب والريون الطواخي
وبجاه الشيخين ختما وكتما ...... وجميع الأتباع والأشياخ
وصلاة على المشفع طه ....... تنتحي كل صاحب ومؤاخ

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
			1	2	3	4
5	6	7	8	9	10	11
12	13	14	15	16	17	18
19	20	21	22	23	24	25
26	27	28	29	30	31