الولي الصالح سيدي المختار بن إبراهيم الَعْبَيْدِيّ السِّباعيّ

سيدي المختار بن إبراهيم بن الكسار الَعْبَيْدِيّ السِّباعيّ ، هو واسطة عقد هذا البيت الشريف الذي قال فيه الشيخ أحمد بن ناصر الدرعي: ”سيدي المختار هو ياقوتة المغرب“، وهي قولة تنبئ عن مقام عظيم، وفخر جسيم، تغني عن كل وصف وإطراء، وتبز كل تقول وادعاء..

ولد في شنقيط سنة 1040هـ/1630م، وفيها تلقى دراسته وتكوينه إلى ان صار فقيها بارزا، وعالما عاملا شهيرا متميزا، ومنها توجه إلى المشرق لأداء مناسك الحج.. ولما قدم إلى حوز مراكش نزل أولا بمكان قرب سيدي سعيد السابق(1)، فنال إعجاب الفقهاء الرجراجيين خلال مناقشات وحوارات في أمور دينية مختلفة، ولما سمع به السلطان مولاي إسماعيل جاء من فاس إلى عين المكان، وجالسه بحضور سيدي أحمد بن ناصر الدرعي(2) مدة ثلاثة أيام، فأعطى الجميع ظهائر التوقير و الاحترام، كما ظهيرا لرجراجة قصد التملك في أرضهم، وقد أهدى سيدي المختار الخيمة التي جرت بها المذاكرة العلمية لرجراجة(3)، واشترى منهم منطقة (تيغسريت) بست وستين ناقة، وشهد في رسم البيع سيدي أحمد بن ناصر، والحسن اليوسي، وقد شيد سيدي المختار يمقر إقامته الأولى قرب سيدي سعيد السابق مدرسة لتدريس علوم الدين، ولما توفي سنة 1129هـ/1716م، نقله أولاده إلى حيث يوجد ضريحه الآن بزاويته العامرة بأبنائه وحفدته السائرين على نهجه وطريقته بجماعة سيدي المختار التابعة لإقليم شيشاوة.
ـــــ
الهوامش:
(1): هو سيدي سعيد السابق المكنى يبقى بن كويهل بن أرتن، إذ هو أخ لسيدي عيسى بوخابية ـ وأحد رجالات رجراجة السبعة ـ مدفون بطالعة الشياظمة [السيف المسلول، ص.4].
(2): هو الإمام العارف السني، القدوة الحجة، المحدث أبو العباس أحمد بن الشيخ أبي عبد الله محمد بن ناصر الدرعي التامـﮕروتي. كان من أنصار السنة في المغرب، وحبذ أعمالها وآدابها. ولد سنة 1057 هـ/1647 م، وتوفي عام 1127 هـ/1715 م، ودفن إلى جانب والده في قبة واحدة بالزاوية الناصرية بتامـﮕروت بإقليم زاكورة.
(3): قد تكون هي أصل خيمة رجراجة المتنقلة حاليا بين مواسم رجراجة السنوية أو ما يسمى ”الدور“.
ـــــ
المصـدر: صالح بن بكار السباعي، الأنس والإمتاع في أعلام الأشراف أولاد أبي السباع، منشورات الرابطة العالمية للشرفاء السباعيين، ط2، مطبعة ووراقة داكار، الرباط، 2005م، ص.144-145.