المنتدى الرسمي لنقابة ورابطة الاشراف الهاشميين ال البيت بالعالم العربي والاسلامي


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

المنتدى الرسمي لنقابة ورابطة الاشراف الهاشميين ال البيت بالعالم العربي والاسلامي
المنتدى الرسمي لنقابة ورابطة الاشراف الهاشميين ال البيت بالعالم العربي والاسلامي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

سحابة الكلمات الدلالية

المواضيع الأخيرة
» العليقات بنو ابراهيم العلق.
رحلة الخير والبركة وصلة الرحم  Icon_minitime1الإثنين مايو 22, 2023 12:44 am من طرف رجب مكى حجازى العقيلى

» سيداتنا بتات الامام على كرم الله وجهه زوجات ابناء جدنا عقيل رضى الله عنه
رحلة الخير والبركة وصلة الرحم  Icon_minitime1الإثنين مايو 22, 2023 12:39 am من طرف رجب مكى حجازى العقيلى

» ذرية عقيل بن ابي طالب
رحلة الخير والبركة وصلة الرحم  Icon_minitime1السبت مايو 20, 2023 1:39 am من طرف رجب مكى حجازى العقيلى

» مناظرة حفيد عقيل فى مجلس الخليفة عمر بن عبدالعزيز
رحلة الخير والبركة وصلة الرحم  Icon_minitime1السبت مايو 13, 2023 10:07 pm من طرف رجب مكى حجازى العقيلى

» من دخل مصر من ابناء عقيل
رحلة الخير والبركة وصلة الرحم  Icon_minitime1السبت مايو 13, 2023 9:28 pm من طرف رجب مكى حجازى العقيلى

» الاشراف الهاشميين ال البيت بالمملكة العربية السعودية واماكنهم
رحلة الخير والبركة وصلة الرحم  Icon_minitime1الأحد مارس 05, 2023 2:31 am من طرف زائر

» الافتراء على عقيل بن ابى طالب رضى الله عنه
رحلة الخير والبركة وصلة الرحم  Icon_minitime1الثلاثاء فبراير 28, 2023 3:42 am من طرف رجب مكى حجازى العقيلى

» اكاذيب من ادعوا انهم نسابين:
رحلة الخير والبركة وصلة الرحم  Icon_minitime1الثلاثاء فبراير 28, 2023 3:29 am من طرف رجب مكى حجازى العقيلى

»  ترجمة وسيرة النسابه والباحث والمؤرخ الشريف سليمان بن ناصر بن علي ال جمعان الحيدري المنديلي النموي حفظه الله
رحلة الخير والبركة وصلة الرحم  Icon_minitime1الثلاثاء فبراير 28, 2023 3:15 am من طرف رجب مكى حجازى العقيلى

مايو 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
   1234
567891011
12131415161718
19202122232425
262728293031 

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني




رحلة الخير والبركة وصلة الرحم

اذهب الى الأسفل

رحلة الخير والبركة وصلة الرحم  Empty رحلة الخير والبركة وصلة الرحم

مُساهمة من طرف الصقرالهاشمي السبت نوفمبر 10, 2012 6:56 am

رحلة الخير والبركة وصلة الرحم
من مولاي إدريس الأكبر إلى رجال الساقية الحمراء
كان هذا العنوان أول برنامج عملي تضافرت فيه جهود روابط وجمعيات الأشراف بالمغرب الكبير وأقطاره الخمس ( ليبيا – المغرب – تونس – الجزائر – موريتانيا ) وبناءً على الدعوة الموجهة للسادة الأشراف في تلك الأقطار وغيرها من الأقطار الإسلامية من مولاي عبد الله حافيظي السباعي الإدريسي رئيس الرابطة العالمية للشرفاء السباعيين الأدارسة بالمغرب ، تقاطرت الوفود الشعبية من تلك الأقطار ، وتم الاستقبال لهم بداية من مطار محمد الخامس بالدار البيضاء بالمملكة المغربية وبدأ البرنامج العملي بحفل غداء فاخر أقيم بدار الشريف مولاي عبد الله حافيظي العامرة بالرباط ، وتم التعريف بين الوفود وإلقاء الخطب والأشعار والأمداح النبوية ، ثم تلا ذلك الزيارة لضريح المغفور لهما الملك محمد الخامس والملك الحسن الثاني رحمهما الله ، وذلك بحضور المكلفين بالتشريفات ، وفي صباح اليوم الثاني شدت الوفود رحالها ميمة صوب ضريح الخليفة مولاي إدريس الأكبر المبايع له بالخلافة في العام 172 هجرية ، وذلك باستقباله من طرف قبائل الأمازيغ الكريمة ومبايعتهم له تقديراً وحباً لانتسابه للرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وهناك في ضريح مولاي إدريس الأكبر امتدت الأكف بالضراعة لله أن يحفظ الأمة الإسلامية ويوحدها حتى تستعيد دورها الريادي في قيادة البشرية نحو الخير والمحبة والسلام تفعيلاً وعملاً بالوحي السماوي من فوق سبع سماوات طباقاً كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ [سورة آل عمران الآية : 110] واستعادت الوفود الذكريات الخالدة لوصول مولاي إدريس الأكبر لأرض المغرب وإقامة أول دولة إسلامية ، وقد قام المؤرخ النسابة مولاي صالح بن بكار السباعي الإدريسي الحسني باستعراض ذلك التاريخ بأسلوب ساحر وتوثيق تاريخي وكلام يدخل إلى القلوب والعقول والأرواح ، وقد شاهدت الوفود المعالم التاريخية لمدينة زرهون ومحيطها وهي ميمة صوب مدينة فاس التي أسسها الإمام الخليفة مولاي إدريس الأزهر بن مولاي إدريس الأكبر ، وأول محطة في مدينة فاس كان الاستقبال الرائع في منزل الشريف سيدي محمد البقاري السباعي الإدريسي ، وكانت الفرحة غامرة حينما التقى الأشراف أولادي سيدي الغازي بليبيا وأبناء عمومتهم أولاد سيدي الغازي السباعي بالمغرب ، وقد تخلل اللقاء خطب الترحيب والأشعار المنظومة التي تحيي المناسبة وترحب بالزائرين .
ثم يممت رحلة الخير والبركة إلى فاس العتيقة حيث ضريح بانيها ومؤسسها مولاي إدريس الأزهر ، حيث أقيمت صلاة العصر أعقبها شرح تاريخي لسيرة مولاي إدريس ، وتم التقاط الصور التذكارية واختتمت الزيارة بالدعاء لكافة الأمة الإسلامية بأن يوحد الله صفوفها ويقوي عزيمتها .
ثم تحولت القافلة راجلة صوب مقر جامعة القرويين وزيارة معالمها ، وقام أحد علماؤها بإعطاء نبذة عنها منذ إنشائها وحتى يومنا هذا ، ثم عرجت القافلة لزيارة ضريح القطب الشيخ سيدي أحمد التيجاني الحسني صاحب الطريقة التيجانية في العالم وأقيمت صلاة الجمع للعشائين المغرب والعشاء عملاً بالسنة المحمدية المشرفة ، وعند الانتهاء استقلت الوفود السيارات وطافت ليلاً بمدينة فاس الساحرة والتي استحقت بجدارة لقب ( فاس عاطرة الأنفاس) وخلال العودة إلى مكناس للمبيت بها كان ابن عمنا الدكتور محمد الشحومي الفيتوري الإدريسي يستعرض وصـلات ثقافية للمحطات التاريخية ، وكان هذا دأبه طوال "رحلة الخير والبركة وصلة الرحم" .
وفي مدينة مكناس التي تربطني بها علاقة حميمة امتدت منذ حوالي (35 عاماً) قام باستقبالنا الإخوة الأشراف أبناء الولي الشيخ الكامل سيدي محمد بن عيسى السباعي الإدريسي صاحب الطريقة العيساوية الشهيرة في الأقطار الإسلامية وأقيمت حلقة ذكر وقراءة حزب سبحان الدايم للشيخ سيدي محمد بن عيسى ، وذلك بتصدير من الشريف الشيخ إدريس الكامل وشقيقه مولاي الحسن من حفدة الشيخ الكامل ، وأقيمت الحلقة العيساوية الشهيرة وقد كان للإخوة من ليبيا دور رائع حيث أن الطريقة العيساوية منتشرة في جميع أرجاء الجماهيرية الليبية مثلها مثل الطريقة الأسمرية العروسية لصاحبها القطب الشيخ سيدي عبد السلام الأسمر الفيتوري الإدريسي نور الله ضريحه ، وقد حضر الحفل مقدم الطريقة العيساوية بالقصر الملكي بالرباط وعدة شيوخ نذكر منهم السيد عبد الهادي والسيد رضوان الناصري الجعفري والسيد مولاي الحسن البلغيثي العلوي رئيس رابطة الشرفاء للتضامن بالمغرب وجمع غفير لم يسعهم المكان رغم اتساعه .
في الصباح الموالي وهو يوم الجمعة يممت القافلة صوب مدينة الدار البيضاء حيث صلينا صلاة الجمعة في مسجد الحسن الثاني نور الله ضريحه ، وهو تحفة رائعة من الفن الزخرفي والمعماري المغربي الذي يندر مثيله في العالم .
بعد ذلك اتجهت الرحلة لدار الشريف مولاي الحاج إبراهيم ولد التومي السباعي الإدريسي في بوسكورة حيث أقام رواقاً فخماً تتصدره الخيول العربية الأصيلة وفرسانها بزيهم التقليدي وبنادقهم وسيوفهم التاريخية ، وتخلل حفل الغداء خطب وأشعار ومواعظ وأمداح ، وقد حضر الحفل نجم الكرة المغربية عزيز بودربالة السباعي الإدريسي وتم تكريمه من قبل الوفد تقديراً له .
اتجهت القافلة صوب مدينة مراكش الحمراء التاريخية ، وقد قدم المؤرخ الشريف صالح بن بكار السباعي عرضاً تاريخياً معمقاً تناول فيه نشأة المدينة وتاريخها وقيام الدولة الموحدية وما مرت به من أحداث حتى تاريخ الوقت الحاضر .
وحطت القافلة بدار الشريف العميد أحمد بن عباد السباعي ، وتم إعداد سماط فاخر للعشاء على الطريقة المراكشية وبعد العشاء تناوب الشعراء على إلقاء قصائدهم المتنوعة مرحبين بالضيوف ومنوهين بالتلاحم بين أبناء الأقطار المغاربية ودورهم في بناء المغرب الكبير والوحدة للأمة الإسلامية بكافة أقطارها .
في الصباح الموالي طافت القافلة بمعالم مدينة مراكش التاريخية ، فقمنا بزيارة رجالها السبعة مولاي علي الشريف وأبي العباس السبتي والقطب سيدي محمد بن سليمان الجزولي صاحب "دلائل الخيرات" الشهير والقاضي عياض صاحب كتاب "الشفا في حقوق المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم" والسلطان يوسف بن تاشفين البطل التاريخي مؤسس الدولة المرابطية ، ومدينة مراكش تربطني بها علاقة حميمة منذ سنوات طوال ، ومن أبرز معالمها ساحة جامعة الفناء التي تجمع كل يوم وليلة أنماط ثقافية شعبية وتاريخية ، وقد اعتمدتها منظمة اليونسكو معلمة تاريخية عالمية إنسانية ، ومراكش تعتبر بحق مدينة حالمة واعدة يتحسر كل من يغادرها آسفاً على مغادرتها مؤملاً النفس بالعودة إليها ثانياً وهذا شعور انتاب كل أعضاء القافلة .
توجهنا ظهراً لزيارة ضريح سيدي عبد الله بن ساسي السباعي الإدريسي ، كنا نسير ونحن نرى على بعد الثلوج على قمم جبال أغمات أوريكة التي يندر وجودها في منظر بهيج لا نملك إزاؤه إلا نمجد ونسبح مولانا ربّ العالمين .
وصلنا إلى طريق ترابي تحفه الأشجار والبساتين والأرض الخضراء وأشجار النخيل الباسقة وبناءات ومنازل شيدت من المواد الطبيعية تأخذ بالألباب ، وعندما وصلنا إلى وادي تانسيفت ترائى لنا ضريح الشيخ سيدي عبد الله بن ساسي وهو الجد الذي يتصل به نسباً الأشراف آل السباعي في مصراتة وطرابلس الذين منهم الموسيقار الدكتور عبد الله السباعي بطرابلس ، ووجدنا حفدة الشيخ سيدي عبد الله بن ساسي واقفين في صف طويل لاستقبالنا ، وبعد انتهاء الاستقبال دخلنا للمسجد وأدينا صلاة الجمع للظهرين وتليت آيات القرآن الكريم والأمداح النبوية والدعاء ، ثم تناولنا طعام الغداء الذي أعده الشرفاء أبناء سيدي عبد الله بن ساسي ، وقد انتهزت الفرصة وصعدت على سطح الزاوية والتقطت صوراً لجميع الجهات ، وكنت آمل أن نبقى لأطول وقت للتمتع بالمنظر البديع لهذا الريف الجميل ، لكن الشيخ عبد الله حافيظي السباعي نبهنا إلى أنه يتوجب علينا الذهاب حالاً لأننا مرتبطين باستقبال رسمي في مدينة أغادير الشهيرة .
واصلنا السير في طريق معبدة رحبة تتخللها المنعرجات والمنعطفات والغابات الكثيفة المشابهة لطريق غريان في القطر الليبي ، وقد وصلنا إلى أغادير وقت العشاء ، واستقبلنا في قصر البلدية حيث أقيم فيه مهرجان خطابي رائع ، ومن ثم تناولنا طعام العشاء الفاخر ، لقد كنا في حالة إرهاق إلا أن حرارة اللقاء والترحيب أنسانا ما نشعر به من لتعب والإرهاق .
في صباح اليوم الموالي (10/1/2010) اتجهنا جنوباً نحو الجماعة الحضرية لمقاطعة بنسرقاو بطريق انزكان ، وهي طريق تحفها أشجار الأرغان التي يستخرج منها أحسن الزيوت الغذائية والطبية في العالم ، وهو من أغلى الزيوت لندرة شجرة الأرغان التي لا تنبت إلا في أقليم السوس الكبير .
ووصلنا إلى ضريح الولي الصالح سيدي محمد السباعي وترحمنا عليه وشربنا من بئر هناك يأتي إليه أهل المغاربة من جهات عديدة لشرب مائه ، حيث إنه يوصف لعلاج بعض الأمراض الصدرية والمعوية ، وماء البئر لا ينزح مهما أخذوا منه ، واصلنا السير بعد ذلك لزيارة الولي الصالح سيدي أحمد بابا السباعي المشهور في المنطقة بسيدي بيبي ما بين أغادير وتزنيت ، واستقبلنا هناك من قبل حفدته بتقديم التمور والحليب والزبد البلدي ، وتجمع في ذات المكان القرويون من أبناء المنطقة ، وكان الشعور الغامر بالفرحة بزيارتنا لقريتهم الجميلة .
واصلنا السير نحو مدينة تزنيت مدينة السلطان الحسن الأول وزرنا ضريح القطب الشيخ سيدي ماء العينين وهو من أَجّل علماء المغرب علماً وعملاً وجهاداً وهو من أحفاد الجد الجامع للفواتير مولاي عبد الله بن الإمام إدريس بن إدريس ، وقد كان في استقبالنا العامل إدريس بن عدو الإدريسي ورحب بالوفود الزائرة وألقى كلمة طيبة جامعة ثم قرأنا الفاتحة ترحماً على الشيخ سيدي ماء العنين ، ثم واصلنا الرحلة لزيارة قرية الشرفاء أولاد سيدي محمد النومر السباعي الابن الثالث للقطب سيدي عامر الهامل المكني بأبي السباع الإدريسي ، وعند وصولنا للقرية شاهدنا هؤلاء الشرفاء في صفوف طويلة على جانبي الطريق وبيدهم البنادق التقليدية والأعلام والشموع الطويلة ، وكان الرجال والشباب مصطفين لاستقبالنا في الجهة اليمنى ، أمّا النساء فكن في الجهة الموازية على بعد يسير بأزيائهن التقليدية يطلقن الزغاريد وبأيديهن مجامر البخور وأغصان الأشجار والورود ، وقد استغرقت المصافحة لنا أكثر من ساعة لكثرة الرجال ثم تحولنا إلى سرادق كبير أمامه ساحة واسعة اصطف فيها الشعراء وجوق موسيقي شعبي ومجموعة من المنشدين وبعض الخيول المسرجة التي استقبلتنا في بداية القرية ، وألقيت كلمات الترحيب والأهازيج والأشعار والأمداح وتناولنا طعام العشاء وصلينا المغرب في زاوية الشريف الشيخ المرحوم إبراهيم ولد محمد محمود وهو والد النقيب مولاي عبد الله حافيظي ، تلى ذلك إلقاء كلمات الترحيب والخطب المنوهة بدور السادة الأشراف ومحافظتهم على الأخلاق الإسلامية ونصرة الضعفاء والبر والإحسان .
رجعنا ليلاً إلى تزنيت فبتنا فيها وفي الصباح الباكر شددنا الرحال لزيارة زاوية الشيخ محمد النعمة ابن الشيخ محمد فاضل ماء العينين ، حيث تقع هذه الزاوية العتيقة وسط غابات وعرة في قبيلة آية الرخا الأمازيغية الكريمة ، وهناك وصلنا لتلك المَعْلَمَةَ التاريخية التي يشعُ نورها علماً وهداية ووحدانية لله ربّ العالمين .
في هذه الزاوية انتابني شعور بالأمن والصفاء الروحي والطمأنينة ، فوسط هذه المناطق الوعرة والصعبة المسالك أقام الشيخ النعمة زاويته التي لعبت دوراً تاريخياً في إيقاد الشعور الديني والوطني وخرجت المجاهدين العلماء ، صعدت فوق سطح الزاوية وتركت رفاق الرحلة يأكلون الخبز والعسل والسمن ويرتشفون الحليب والشاي السوسي الأخضر ، والتقطت صوراً لكافة الجهات ، وقبل رحيلنا من الزاوية انتقلنا إلى جوارها حيث ترحمنا على ابنة الشيخ النعمة الحافظة للقرآن الكريم وكانت تقرأ النساء القرآن الكريم حفظا وقراءة ، المكان يغري بالجلوس لكن الشريف حافيظي حاسم في قراراته ولا يترك لنا فرصة لإشباع رغباتنا وله العذر حيث أن الرحلة طويلة ولا يزال أمامنا زيارات كثيرة .
وصلنا ظهراً لمنطقة لقصابي في طريق كلميم ومنطقة لقصابي تمتاز بأنها ريفية وهوائها يشفي العليل ، عرجنا على مقبرة مسورة كبيرة المساحة وبداخلها قبة وضريح بداخله أبناء سيدي عامر الهامل وهما أعمر وعمران وهما أصول الشعبة السباعية الشريفة بالمغرب وغيره من الأقطار ، ذهبنا إلى مدينة كلميم وفي أوسطها ضريح سيدي الغازي الكبير وهو الجد الجامع لقبائل أولاد الغازي السباعي وهم أولاد عبد المولى ، فقال لي أحد السكان : إنه اسم أمازيغي من مقطعين هما ( كل – ميم) وتعريبها (حلو معلق) .
تواجد معنا من أبناء الغازي في ليبيا في هذه الرحلة الشيخ امحمد اعبيداو الغازي والشريف محمد بيده الغازي والشريف محمد عليوان الغازي والشريف محمد عثمان بيده الغازي وهم من ودان بالقطر الليبي وكان معنا من السباعيين الشيخ جمعة السايح والأستاذ وكيل النيابة ياسر أبو لسين والسيد إبراهيم معتوق أبي سيف ، وقد كانت لهؤلاء فرصة كبيرة وعظيمة للقائهم بأشقائهم أولاد سيدي الغازي وأولاد سيدي السايح ، واستقبلتنا في المنطقة عشائر كريمة من آيت لحسن ومن قبائل تكنة ومن قبائل أدليم الجعفرية الطالبية وقبائل أخرى .
وفي طانطان كان وصولاً ليلاً ، حيث نظم الأشراف بهذه المدينة سرادق كبير استقبلنا فيه وتناولنا طعام العشاء ، حيث وضعت أمامي سمكة كبيرة لم أرَ مثلها ، وقد أكل منها ثمانية أفراد ولم ينتهوا منها بالكامل ، أذكر أنه في هذا الاستقبال تميز الخطيب المفوه مولاي عبد الله العلوي إمام أحد مساجد طانطان وشد آذان الجميع في خطبته التي ألقاها وهي عن محبة آل البيت وما ينبغي لهم من التوقير والاحترام والتبجيل ، أتمنى أن يكون وزراء الأوقاف في مرتبة هذا الشريف العلوي علما ودراية ومحبة ومودة لآل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .
لقد سألت عن أصل كلمة طانطان فقيل لي : إنه بمعنى الحفرة ، ويطلق عليها قديماً وادي نون وهو وادٍ كبير يصب في المحيط ، وكان به الأسماك ، وقد جف ولا ماء فيه فسبحان الخالق العظيم .
في صباح اليوم الثاني زرنا زاوية الشيخ الأغظف ولد الشيخ ماء العينين وترحمنا عليه ، ومن خلال مطالعاتي في كتب ومشجرات الأنساب والتراجم التي شدتني منذ أربعين عاماً مضت أجد نفسي ملزماً بأن أنوه بفضل هذه الأسرة الشريفة المجاهدة العاملة واقدر تقديراً عالياً كل من يمت بصلة لهذه الأسرة الكريمة ، وأتمنى على إخوتنا في المملكة المغربية من ألأدباء والباحثين والكتاب الغوص في تاريخ رجالنا وعلماؤنا وإبرازه لكي يستنير بهداه أجيالنا المعاصرة والآتية .
كنت أترقب اليوم السابع من أيام الرحلة الموافق يوم الثلاثاء 12/1/2010 بشوق عظيم حيث وحسـب برنامج الرحلة مخصص لزيارة القطب الشيخ سيدي أحمد الرقيبي المشيشي الإدريسي ، فالشيخ سيدي أحمد الرقيبي من العلماء والأولياء البارزين فضلاً عن إنه الجد الجامع للشرفاء الرقيبات بالمغرب وليبيا ومنهم الرقيبات بترهونة وأولاد سيدي عبد الكبير الطياري الرقيبي الذين يتوفرون على مشجرات أنسابهم الشريفة والتي نشرت في مجلة الزهراء الإلكترونية نبذة ضافية عن فروعهم وأصولهم وستكون بتوسع في كتابنا المسمى "موسوعة بهجة المحبين في نسب ومناقب الشرفاء أهل البيت الطاهرين" .
أقول : كانت روحي تسبقني إلى زيارة القطب الشيخ سيدي أحمد الرقيبي ، وقد هيأت السلطات المحلية في السمارة رتل كبير من السيارات رباعية الدفع للذهاب في طريق صحراوي طوله (90) كيلومترا للوصول إلى زاوية سيد ي أحمد الرقيبي بمنطقة الحبشي ، وسار الرتل في سباق يشبه "الرالي" حيث وصلنا إلى الزاوية وهي في صحراء شاسعة لم نجد في طريقها لا قرية ولا نجع ولا ما يدل على أي أثر لتجمع سكاني كبيراً كان أم صغيراً ، وزرنا الضريح وقرأنا فاتحة الكتاب ، ثم دخلنا الزاوية حيث قُدم لنا التمر والحليب واللوز والشاهي الأخضر ، وصلينا الظهر والعصر جمعاً ، وتليت آياتٍ من الذكر الحكيم والصلوات على النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – ثم قُدمت لنا قصاع كبيرة عليها أكداس كبيرة من لحم الإبل لم يتعوده الكثير من أفراد القافلة ، وقد علق أحدهم قائلاً : ((وقعنا بين شقي رحى كرم أولاد أبي السباع والرقيبات)) والحقيقة أن أهلنا في المغربي العربي جميعه يتميزون بالكرم اللامتناهي في كافة مدنه وقراه ، وهذا ما لمسته شخصياً خلال زياراتي المتكررة للمغرب منذ أكثر من خمس وثلاثين عاماً ، فالكرم والجود عادة مغربية أصيلة .
وقد طافت القافلة بمنطقة الشرفاء العروسيين التي يتواجد فيها ضريح سيدي أحمد العروسي وزاوية صلحاء أبناء أبي السباع وركراكة واستُقبلت القافلة بحفاوة بالغة من قبل العشائر والقبائل التي خرجت محيية ومرحبة بالضيوف ، وفي المساء وصلت القافلة إلى منطقة يسمونها "عروس الصحراء" جل مبانيها جميلة وحديثة ونظيفة ، وعرجنا على مؤسسة اجتماعية للرعاية الاجتماعية للأطفال ، حيث قُدمت لنا صحاف التمور والحليب والعسل واحتسينا أكواب الشاي بالنعناع على الطريقة الليبية الشهيرة ، وفي المكان ذاته اطلعنا على معرض هام للمخطوطات والوثائق القديمة أقامه العلامة الشريف عبد الوهاب سيبويه الرقيبي ، وهو من المهتمين بالأنساب والمناقب ، ولا ننسى ما أتحفينا به العالم العلامة الشريف سيدي سيداتي السلامي السباعي ، فقد التحق بالقافلة قادماً من اسبانيا ، وهذا العالم الجليل موسوعة ناطقة جامعة للشعر والتاريخ والأدب والأنساب ولا يتكلم ناطقاً إلا بالعربية الفصحى بدون لحن أو خلط في الحديث ، وكان المرجع إليه دائماً في إبداء الملاحظات التاريخية والجغرافية والأنساب وما يتصل بعلوم القرآن العظيم .
في المساء تم استقبال القافلة من قبل الشريف محمدي جلموس والي ولاية العيون ، وألقى كلمة مؤثرة نالت استحسان الجميع وتحدث عن أواصر القربي بين الجميع .
بعد ذلك تحولت القافلة إلى فندق تكجير الفاخر بالعيون في ضيافة مالكه الشريف الحاج الطيب المساوي الإدريسي الحسني ، وبعد الاستراحة والعشاء تم عقد ملتقى لمناقشة عامة ودراسة نتائج رحلة الخير والبركة .
في صباح اليوم الموالي يممت القافلة طريق العودة عبر الطريق الساحلي الصحراوي ، حيث مررنا بوادي الساقية الحمراء وغيره من المعالم ، وفي مدينة كلميم وعلى بعد عشرة كليومترات من ضريح سيدي الغازي وجدنا قبيلة آيت الحسن وللمرة الثانية في استقبالنا وأصر وجهائها علينا لزيارة منازلهم وتناول طعام العشاء ، وبعد صلاة العشاء باشرنا السفر ليلا ولم نصل الرباط إلا ظهراً .
استغرقت الرحلة عشرة أيام في التجوال في الديار المغربية حيث قطعنا خلالها (4400) كيلومترا ذهاباً وإياباً ، ومساءً في قاعة فندق أبيس بالرباط عقدت ندوة حول حرية الاعتقاد والتدين بأوروبا المواثيق الدولية والتشريعات المحلية (سويسرا نموذجاً) تناول المحاضرون فيها جوانب هامة قانونية وتشريعية ، وطالب المشاركون والحاضرون تشكيل عدة لجان قانونية وتكليف النقابات والهيئات الدولية بالاعتراض على القوانين العنصرية التي تستهدف الإسلام والمسلمين بأوروبا .
لا يفوتنا في هذا المضمار أن نشير إلى تواجد النقيب العلامة مولاي أحمد اليونسي العلمي نقيب الشرفاء اليونسيين العلميين الأدارسة وأبناء عمومتهم بالمغرب وما قام به من مجهودات وحوارات مع الضيوف القادمين من ليبيا والجزائر وموريتانيا وتشاد وسوريا والمملكة السعودية وأوروبا ، وكذلك المحاضرات التاريخية ، والحوارات التي أدارها الشريف عبد الله آدم عمران الحسني من جمهورية تشاد والشريف محمد بن ساسي السباعي من ورقلة بالجزائر ومرافقيه ، وكذلك الشريف عبد الحفيظ بوعنقا السباعي وابن عمه الشريف ياسر السباعي وهما من مكة المكرمة والشريف جمعة إدريس آل الشيخ سيدي أحمد بن عياد المشيشي من بنغازي والشريف علي إدريس من طبرق ورجل لأعمال الشريف فتحي محمد الجديع الحريزي من طرابلس وابن عمنا الشريف محمد سالم الظفير الفيتوري من زليتن والشريف الصحفي مصطفى بلقطبية والشريف الصحفي نجيم عبد الآله السباعي والدكتور صفوح السباعي من حلب والشريف محمد القلقمي من نواقشوط وغيرهم من السادة الكرماء الذين نعتز بمعرفتهم والتواصل معهم ، فليعذرنا من لم نذكره.
كانت الرحلة شاقة ولكنها على الرغم من ذلك كانت مشوقة ، ونأمل أن يتخذها مواطنو الأقطار المغاربية مثالاً يحتذى به في رحلات شعبية تجوب المغرب الكبير من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب .
وتحية اعتزاز وإكبار لكل من ساهم في تكريم الرحلة من جميع قبائل المغرب والسلطات المحلية في كافة القرى والمدن التي مررنا بها .
هذا وقد كتبت نبذة عن الرحلة بأسلوب ارتجالي فطري ، ولهذا لم أراجع كلماتها بالتصحيح لكي تكون من القلب إلى القلب .
نشرت هذه الخواطر بمجلة الزهراء المطبوعة بالرباط تحت عنوان خواطر وارتسامات حول رحلة الخير والبركة وصلة الرحم .
كتبــه
سيد بن الشيخ عبد اللطيف الضعيفي الفيتوري
الإدريسي الحسني
الصقرالهاشمي
الصقرالهاشمي

عدد المساهمات : 88
تاريخ التسجيل : 09/11/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى