ابناء الشيخ العلق بقنا واسوان والسودان

عندما انتهى الإحصاء السكاني سنة 1299هـ/1883 بلغ عدد أفراد القبيلة الذين شملهم الإحصاء في المدن (الحضر): 6.693 نسمة، وفي البادية (البدو): 1.553 نسمة، وذلك في محافظات: القليوبية، وقنا، وأسوان، ولم يشمل الإحصاء بطون القبيلة وفخوذها في سيناء بالإضافة إلى الذين فروا من الإحصاء.
ومن أهم الأحداث في عهد الشيخ/محمد خيرحمد عطية من الموسياب ثورة العرب الجوازي على الحكومة المصرية التي بدأت سنة 1268هـ/1852م فطاردتهم الحكومة حتى رحلوا إلى ليبيا ومنها توجهوا إلى السودان ثم حاولوا الوصول إلى مصر عبر درب الأربعين فتصدى لهم بنو عقيل مما وطد علاقتهم مع والي مصر سعيد باشا.
ظل الشيخ محمد بن خير بن محمد في المشيخة حتى وفاته سنة 1313هـ/1895م. -الشيخ محمد بن عمار: من الروافية، تصدى لكُشاف الدر ومنع تدخلهم في شئون القبيلة وتجارتها. والكُشاف كانوا ولاة النوبة منذ انضمام مصر للخلافة العثمانية بعد سنة 923هـ/1517م فبعد وصول السلطان العثماني سليم الأول إلى مصر أرسل إلى النوبة جيشًا بقيادة قوسي حسن سنة 926هـ/1520م فاستطاع ضم النوبة إلى الخلافة العثمانية وصار واليًا عليها وتوارث أبنائه الحكم بعده وعرفوا بالكُشاف.
- الشيخ/محمود بن محمد بن عمار: تولى المشيخة بعد والده الذي وطد له الأمر بالحد من نفوذ الكُشاف ، واستفاد من العلاقات الوطيدة التي ربطت بين مشيخة القبيلة ووالي مصر سعيد باشا، وحدث في عهده الاحتلال البريطاني لمصر سنة 1301هـ/1882م، وبعد أن توغل الجيش البريطاني جنوبًا اتخذ من قرية كروسكو قاعدة متقدمة لتجمع الجيش البريطاني في طريقه إلى السودان للقضاء على دولة المهدية، وفي تلك الأثناء طلبت الحكومة المصرية من الشيخ/محمود بن محمد بن عمار تكوين قوة من القبيلة لحماية حدود مصر الجنوبية في ظل تقدم جيش المهدية بقيادة عبدالرحمن النجومي صوب أسوان، وأنعمت الحكومة المصرية على الشيخ/محمود بلقب (بك).
-الشيخ حسن بن عمار: ابن عم الشيخ/محمود بن محمد بن عمار. تولى المشيخة بينما كانت بريطانيا وبعد أن أكملت احتلالها لمصر تسعى لاحتلال السودان والقضاء على دولة المهدية، واشتركت القوات التي جهزها الشيخ/محمود بن محمد بن عمار في معركة توشكى التي دارت رحاها بين الجيش البريطاني والجيش المصري من جهة، وجيش المهدية بقيادة عبالرحمن النجومي من جهة أخرى، وانتهت المعركة التي حدثت سنة 1314هـ/1896م بهزيمة جيش المهدية.
بعد القضاء على دولة المهدية واستكمال الاحتلال البريطاني للسودان قامت بريطانيا بفصل مصر عن السودان بعد أن كانا بلدًا واحدًا وتم توقيع معاهدة الحكم الثنائي بين مصر وبريطانيا لتقاسم حكم السودان سنة 1317هـ/1899م، وقسم خط الحدود بين مصر والسودان النوبة إلى قسمين: النوبة العليا (الجنوبية) أصبحت جزء من السودان؛ والنوبة السفلى (الشمالية) أصبحت جزء من مصر.
حصل الشيخ حسن بن عمار على لقب (بك) وصار شيخًا للقبيلة في الصعيد، والنوبة، والسودان، وحاول توحيد مشيخة القبيلة في مصر كلها فتوجه إلى القليوبية وتشاور مع بني عمومته هناك من أجل ذلك. لكنه قرر بعد ذلك الانتقال إلى السودان.
فهل كان الشيخ/حسن بن عمار يرغب في انتقال بني عقيل من الصعيد والنوبة إلى السودان؟ تصعب الإجابة على هذا السؤال. لكن الروايات لا تزال متواترة حتى الآن عن أن الشيخ/حسن قد دعا إلى اجتماع حاشد لكل بطون القبيلة وفخوذها في الصعيد والنوبة، وسيناءوعرض عليهم الانتقال إلى السودان بعد فصل مصر عن السودان لكن الأغلبية لم توافقه الرأي فلم يكن أمامه إلا التنازل عن المشيخة والانتقال إلى السودان سنة1324هـ/1906م.
- الشيخ محمد بن محمود بن عمار: تولى المشيخة بعد تنازل الشيخ/حسن بن عمار، وظل في منصبه حتى سنة 1326هـ/1908م.
- الشيخ النور بن محمد بن عمار: هو آخر من اجتمعت له مشيخة القبيلة في الصعيد، والنوبة، والسودان، وهو الذي قام بتغير اسم القبيلة من (العليقات) إلى (العقيلات)، وعن اسم (العليقات والعقيلات) يذكر المؤرخ ضرار صالح ضرار ما يلي: (تنتمي قبيلة العليقات أو العقيلات في سائر أنحاء العالم إلى عقيل بن أبي طالب، وقد حدث قلب في حروف اسم هذه القبيلة ربما لوجود حرفي حلق متتاليين هما العين والقاف فخففهما الناس بقلب اللفظ إلى العليقات، وتنحدر هذه القبيلة من نسل محمد بن عقيل وانتشروا في عدة أقطار من العالم منهم في الحجاز، والعراق، والشام، وفارس، والهند، وأفغانستان، وليبيا، ومصر، والسودان).
اقول وبالله التوفيق ان العليقات هو جمع لاسم العلق على لغة اهل الحجاز مثلا كالحميدات الحجيرات العسيرات الرزيقات ..............الخوانقسمت مشيخة بني عقيل إلى مشيخة قوص، ومشيخة النوبة، ثم توالى الانقسام حتى صار لكل قرية من قرى العرب الخمس في النوبة عمدة خاص بها، واستقر بني عقيل وكفوا عن الترحال وتوقفت القوافل والتجارة على الطرق، وترك درب الأربعين لقبيلتي العبابدة، والقراريش، وابتعد بني عقيل عن البداوة وتحضروا في الريف والمدن بمصر والسودان.
فالفروع التي انتقلت إلى السودان مع الشيخ/حسن بن عمار ساهمت بخبرتها ودرايتها عن الطرق في تحديد مسار سكة حديد السودان من وادي حلفا إلى الخرطوم عبر صحراء العتمور ثم مرورًا بمدن: أبوحمد، وبربر، وعطبرة وهي مدن كانت تمر بها قوافلهم التجارية، وإذا كانت تجارة بني عقيل وقوافلهم تمر عبر درب الأربعين المار بغرب النيل. فإنهم قد عرفوا الطريق المار شرق النيل من وادي حلفا حتى الخرطوم منذ فتح السودان في عهد محمد علي سنة 1236هـ/1820م، وكان بني عقيل الأدلاء، وحملة البريد بين القاهرة والخرطوم منذ تأسيسها، واستقرت فروع من القبيلة في الخرطوم منذ ذلك الحين، ثم في أم درمان، والخرطوم بحري، وهناك فروع من القبيلة في مدن النيل الأبيض جنوب الخرطوم، وفي كردفان ودارفور.
وساهم بني عقيل في تأسيس ميناء بورسودان على البحر الأحمر ومد الخط الحديدي بينه وبين مدينة عطبرة ولا يزال العديد منهم في المدينتين وما بينهما من قرى ومدن.
ظل الجزء الأكبر من القبيلة بالنوبة في قرى: (المالكي، وشاترمة، والسبوع، والسنقاري، ووادي العرب، والمضيق) ناهيك عن الفروع التي استقرت في مختلف القرى النوبية، وحتى مطلع القرن العشرين الميلادي ظل جزء من بني عقيل بدو رحل، فقد أشار إلى ذلك أحمد محب الدين إبراهيم الجيزاوي الذي أقام في النوبة، وأصدر كتابًا عنها في سنة 1351هـ/1933م، وذكر بنو عقيل بوصفهم القسم الثاني من سكان النوبة كما يلي: (القسم الثاني من سكان النوبة محصور بين بلدة السبوع إلى بلدة كرسكو وهاهي بلادهم: السبوع، وادي العرب، شاتورمة، المالكي، السنقاري، كرسكو. فقط "6"، وهذا القسم يطلق عليه وادي العرب لأن الأهالي لا يعرفون غير اللغة العربية. وكذا قبيلة العبابدة، والعليقات البدو منهم والحضر).
وظلت تقيم على أرضها حتى جاء بناء السد العالي فقدمت النوبة أرضها فداءً لمصر وتمت هجرة النوبيين عن أرضهم التي عاشوا فيها منذ عصور ما قبل التاريخ وفجره، وعاش معهم بنو عقيل وغيرهم من القبائل العربية التي نزلت في النوبة سنة 1383 – 1384هـ/1963 – 1964م.

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
			1	2	3	4
5	6	7	8	9	10	11
12	13	14	15	16	17	18
19	20	21	22	23	24	25
26	27	28	29	30	31